بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ
عـجـيـبـة هـذه الـدنـيـا ، مـا طـلـبـهـا أحـد إلا فـتـنـتـه وقـتـلـتـه
والإنـسـان أمـره عـجـيـب أعـجـب مـن أمـر الـدنـيـا .....
تـراه مـتـجـبـّـرا وهـو ذلـيـل مـسـكـيـن
وتـراه طـاغـي ونـفـسـه طـاغـيـة عـلـيـه
تـراه يـسـارع إلـى الـشـك ويـتـرك الـيـقـيـن
إذا حـشـرجـت الـروح فـي الـصـدر ... تـخـيـّـل مـاذا سـيـفـعـل ؟
لا شـيء غـيـر الأنـيـن ، عـنـدهـا يـعـرف أنـه مـذبـوح بـغـيـر سـكـيـن
فـيُـقـاد قـسـرًا وغـصـبـًـا إلـى مـكـان سـيـكـون فـيـه سـجـيـن رهـيـن
رهـيـن بـمـاذا ؟
رهـيـن بـعـمـلـه ... بـمـا قــال .... بـمـا فـعـل ...
بـمـا نـطـق الـلـسـان ، ونـظـرت إلـيه الـعـيـن
وعـزم عـلـيـه قـلـبـه فـنـفـذتـه الـجـوارح
رهـيـن بـالـفـضـائـح والـقـبـائـح مـن الـقـول والـعـمـل
مـغـرور هـذا الإنـسـان
يـبـنـي ويـهـدم مـا بـنـاه
لا عـقـل عـنـده وإنـمـا الـذي عـنـده الـبـطـَـر
لا فـكـر عـنـده وإنـمـا الـذي عـنـده الأشـَـر
لا يـرى أن لا أثـر لـمـن سـبـقـه وانـدثـر
يـرى الـبـلايـا نـازلـة نـزول الـمـطـر ... عـلـى كـل الـبـشـر
يـحـضـر عـنـد احـتـضـار الـمُـحـتـضِـر
فـيـرى دمـع الـمـآقـي مـنـهـمـر
فـتـراه يـنـظـر نـظـرات ، كـأنـه بـعـيـد عـن الـخـطـر
نـسـي أنـه أيـضـا هـو عـلـى مـوعـد مـع الـسـفـر
نـسـي طـول الـمـسـافـة وقِـلـّـة الـزاد .... والـطـريـق قـفـر
نـسـي الإفـضـال والـنـِّـعَـــم فـاغـتـرّ وبـطــّـر
نـسـي أن مـا عـنـده مـن الـنـِّـعَــم سَــيـَـنـفـَـر ، وهـل يُـردّ مـا نـفـَـرَ ؟
مـا كـل شـارد مـردود
والـبـاب الـمـفـتـوح يـومـا سـيـكـون مـسـدود
عـجـبـا للإنـسـان
عـيـن الله تـراه
فـيـسـتـحـي مـن الـنـاس ولا يـسـتـحـي مـن الله
فـهـل هـذا حـيـاء واسـتـحـيـاء
عـجــبـا للإنـسـان
نـفـسـه يَـسُــرّهـا مـا يـضـرّهـا
وكـلمـا فـنـَـا الـزمـان ازداد شـرّهـا
يـعـتـذر مـن الـذنـوب وهـو راكـبـهـا
وغـفـل أن غـيـره ركـبـهـا وأصَـرّ فـهُـتِـك سِـتـره
وهـو لا يـزال مـسـتـور عـلـيـه رغـم مـعـاودتـه الـركـوب
يـرى نـفـسـه أنـه مـسـتـور للأبـد وأنـه لـن يَـبـيـن
فـهـل يـنـتـظـر هَـتــْـك الـسـتـر
عـجـبـًـا للإنـسـان
الـصـبـاح يُـقـرّبـه إلـى الـمـنـيـة ، والـمـسـاء يُـدنِـيـه مـنـهـا
فـكـيـف يَـركـن إلـى الـدنـيـا مـطـمـئـنـاً
وهـو يـعـرف أنـه لا يـدوم لـهـا صـفـاء
وكـيـف يُـصـبـح فـيـشـرب مـن حـوض الـغـفـلـة شُـرب الأنـعـام
وكـيـف يُـمـسـي قـريـر الـعـيـن فـيـنـام
ألا يـظـن أنـه سـيُـذبَـح بـغـيـر سـكـيـن ؟